الـوَجْـهُ الطَّاهِـر-سناء بلحور - بروكسيل - بلجيكا
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

الـوَجْـهُ الطَّاهِـر

أمَـامَ الـمِرْآةِ وَقَفْتُ
أبْحَثُ عَنْ وَجْـــهٍ
مَـلاَمِـحُهُ مُحَايِـدَة.
لَمْ أجِـدْ سِوَى وَجْهٍ
يُـشْـبِـهُـنِـي
وَمَلاَمِحُنَا مُتَدَاخِلَة.
أنْـثَـى و ذكَـر.
تَـضَجَّرْتُ،
تَـأفَّـفْــتُ،
و انْـصَرَفْت.
تَبَسَّـمْــتَ،
تَعَـطَّـفْـتَ،
و انـتَظَـرت.
كَيْفَ تُشْبِهُنِي
إلى هَذا الحَد؟
و كَيْفَ لا أشْبِهُكَ
إلى هَذا المَد؟
أنْتَ طَائرٌ أخْضَرُ
يَسْكُنُه الـحُب.
وأنا الغُصْنُ الذبلان
نَسِيَهُ الصَّـب.
أنْتَ لَحْنُ الحَيَاةِ
إنْ غَرَّدَتْ شَدتْ
وَ أنَا صَوْتٌ حَزينٌ
قَادِمٌ من شَـتَت.
أنت البَراءَة عَينَيكَ
البَحرُ الـوَسيع.
وَ أنا تجْربَةُ الحَيَاةِ
بِثَوبِهَا الرَّثِّ الوَضِيع.
أنتَ أمَلي إنْ سَكَنَني
الحُزنُ الفظيع.
و بَلسَمِي إنْ نُكِئَ
الجُرْحُ الوَجِيـع.
فَكَيْفَ أقْسُو عَلَيك ؟
و كَيْفَ أتَضَجَّر ؟
و كيْفَ لا أرى خلفَ
جَبَينِكَ نَبْعٌ تَفَجَّر ؟
و كيْفَ لا أفْهَمُ قُصَا...
...صَاتِ ثَغرك المُفَغَّر ؟
أيُّهَا الوَجْهُ الطَّاهَــر
الـــوَضِــــــيء !
لاَ تـَتَـبَــدَّل! لا تَـتَغَيَّر!
وزدْنِي مِن لآلِئِكَ عِقداً
رُصَّـهُ عَلى الـجِيد!
وألبِسْنِي وشَاحاً
طَرَّزَتهُ طُفُولَتك فِي
عَهدِ الصِّبَا البَعِيـد !

وَاهْـدِني أعْـراساً
تَفَتَّقَتْ زَنَابِقَ على
ضفَافِ عُمُركَ المَديد!
أنا أهْدَيْتك كُــلـِّـي
غَـيْرَ أنِــــــــي،
لا أعْــرفُ أصْـدَافَ
بَحْركَ العَـفِــيــف،
و لا أتـقِـنُ لـعْـبَـة
الـحُـبَّ الـشَّفيـف
و أجْـلِسُ عَلى رَفِّ
عُـمُـريَ الــوَانــي،
لا أجِدُ أغــنِـيَّـة
فَأهْــديـكَ ألـوانِـي
قـَاتِـمَة، مُـضـِيئَة
مَصْبُوغَة بِالأغَانِي
عَرَفْتُ كُلَّ الحُبِّ
إلاَّ حُــبــَّــك !!!
حُـبُّكَ صَغِير،كَبيرٌ
قَـاتِــلٌ و مُضْنِي .
مُـظْـلِمٌ، مُـشِعٌّ
عَـنِيـفٌ ومُفْـنِـي.
فَـارفِقْ بِـي يـا
حَـــبِيـــبــــاً
عَـذبَ رُوحــِي
و هَـنَــايَ سَـبَـانـِي!
وَ لأنـِّي لا أفْهَمُ
لُــغَــتَــك
فإنَّ قَلْبي أوصاني
فاتّـخِـذهُ مَلْجَأً
و ارعَـــانِـي.
و عِشْ فِيهِ مَوْطِناً
تَـــلْـقَـانِـي!
كَالدِّفءِ فِي لَيَالي
الـشَّـتاءِ الـذَّابـِح .
و كَالـشَّمْسِ فِي عَتْمَةِ
الأســَى الــكَــاسِــح.
عِشْ فـيـهِ كَـوْنــاً
بِــأرْوَاحَ الــحُرِّيَّــة!
و سِـر فِـيـهِ نَـجْـمـاً
بأضوائك الـسِّحْريَّة!
و اشـد فِـيه لَـحْـنـاً
بِـأفْرَاحِ الأبَــدَيَّـة!
أنــا لاَ أحْسِـنُ
لُـعْبَة الـحُــبِّ.
فلقد اسْتَـعَارَ البحرُ
كـلَّ فُـنُـونـي.
وما تَبَقّى لي مِنْهَا
سِـوَى جُـنُـونِـي.
فَـاسْـكُـبْ لِـي
مِن بِحَارِكَ الوافِية!
كُـؤُوسـاً تُـحْـيِي
رُوحِـي الجَافِيَة.
وَتُنْعِـشُ فُـؤَادي
بِـرشْفَةٍ شَـافِـيَـة.
أيُّهَا الـوجْهُ الطَّاهِرُ
الــــوَضِـــــــيء!
لا تَتَـبَـدَّلْ! لا تَتَغَيَّر!
فَـأنْــتَ دَائِــــمــاً
سَـــمْــحٌ حَـمِـيــم!
و أنــا جُــــرْحٌ
رَثٌّ قَـــــدِيـــــــم!



 
  سناء بلحور - بروكسيل - بلجيكا (2011-05-04)
Partager

تعليقات:
عبدالله المتقي /المغرب 2012-01-08
جميلة هذه الطهارةوهذه اللغةوذي المعاني
البريد الإلكتروني : chajarati@yahoo.fr

بدري فوزية /بروكسيل = بلجيكا 2011-05-05
جميل شعرك الرقيق وهذا الحزن الذي تشقى به الكلمات عافاك الله وبارك
البريد الإلكتروني :

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

الـوَجْـهُ الطَّاهِـر-سناء بلحور  - بروكسيل - بلجيكا

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia